لعلك تعجب حين تعلم أن
الإنسان الأميركي يأكل يومياً ما يعادل
عشرين
ملعقة صغيرة من السكر
يومياً، وربما لا يختلف ذلك عمَّا يتناوله
الناس
في بلادنا العربية·
ورغم أن الناس لا
يلتهمون السكر التهاماً، إلا أن الكثير منه يدخل
أجوافنا
عن طريق المشروبات
والحلويات والشوكولاته والآيس كريم
وغيرها·
ولا شك أن لتناول السكر
دوراً كبيراً في زيادة الوزن، كما أن على
مرضى
السكر تجنب تناول
السكر، ومن هنا كانت الحاجة ماسة لإيجاد بديل
عن
السكر يستخدم في تحلية المشروبات
أوالمأكولات·
وحسب تقرير المؤسسة العالمية لمعلومات الأغذية
IFIC فإن
بدائل السكر
تعطي كمية قليلة جداً
من السعرات الحرارية، وهي مأمونة
الجانب·
وحسب أحدث الإحصاءات
فإن 144 مليون أميركي يتناولون
المنتجات
الغذائية الفقيرة
بالسعرات الحرارية من مشروبات ومأكولات
،
أو يستخدم بدائل السكر
في الطعام والشراب، ورغم أن السكارين
موجود
معنا لسنين طوال
وبالرغم من أنه شائع الاستعمال، إلا أن الشكوك
مازالت
تحوم حوله ، فيما إذا
كان يمكن أن يسبب السرطان عند الإنسان أم
لا،
ومازال يحمل على علبته تحذيرات بهذا
الشأن·
وقد اعترفت هيئة الأدوية والأغذية والأميركية
FDA بخمسة من
بدائل
السكر
وهي:
1- السكارين saccharint
2 ـ الأسبارتام
aspartame
3 ـ سوكرالوز sucralose
4 ـ اسيسلفام acesulfame
5 ـ تاغاتوز d-tagatose
السكارين
ويعتبر الجد الأكبر
لبدائل السكر، فـالسكارين الذي اكتشف العام
1879م
يتمتع بقوة تحلية تعدل
300 ضعف قوة تحلية السكر، وقد استعمل في
أثناء
الحرب العالمية الأولى
والثانية، وذلك لتغطية النقص في كميات
السكر
المتوافرة للناس، وفي
أوائل السبعينيات من القرن العشرين، كانت
هيئة
الأدوية والأغذية
الأميركية على وشك منع استعمال السكارين، وذلك
بناء
على تقارير دراسة كندية
أظهرت أن السكارين يسبب سرطان
المثانة
عند الفئران·
ولكن صرخات الناس آنذاك
المطالبة بعدم منعه استطاعت أن
تحفظ
السكارين على رفوف
المحلات، فلم يكن هناك بديل آخر لـلسكارين في
تلك
الأيام، فوافقت هيئة
الأدوية والأغذية الأميركية على وضع تحذير على
علب
السكارين يقول: إن
استعمال هذا المنتج يمكن أن يشكل خطراً على
صحتك،
وهذا المنتج يحتوي على
السكارين الذي يمكن أن يسبب السرطان
عند
حيوانات المختبر
وقد أقر الكونغرس
الأميركي تمديد هذا التحذير عاماً بعد عام،
وظل
السكارين رغم ذلك يباع
في الأسواق، واحتل مكانة كبيرة عند الكثيرين
من
الناس، وخصوصاً في المطاعم تحت اسم:
Sweet n Low،
ولأن
السكارين يمتاز بصلاحية
طويلة على الرفوف، فإنه يستخدم بكثرة
في
مشروبات الصودا وغيرها
من المشروبات، ولأنه لا يتأثر بالحرارة،
فإنه
يستعمل في الأغذية
المطهية، وذلك على العكس من الأسبارتام الذي
يتأثر
بالحرارة·
والسؤال المطروح الآن: هل ينبغي أن نستمر في استخدام
السكارين؟
يقول الدكتور Laumback المسؤول
عن قسم سلامة المستهلك في
إدارة
الأغذية والأدوية
الأميركية: إننا نعرف بالتأكيد أن السكارين يسبب
السرطان
عند الحيوانات، ولكن
الدراسات على الحيوانات لا تعني دوماً أنها
تنطبق
على الإنسان·
ويقول تقرير معهد
السرطان الأميركيالأخير:
إن الدراسات الوبائية
لم تعط دليلاً واضحاً، على أن هناك علاقة
السكارين
بالسرطان عند الإنسان، ويقول البروفسور
zeigher إن
تناول
السكارين بالكميات
المعتادة عند الإنسان لم يعط أي دليل على وجود
مشكلة
صحية، رغم أن الدراسة
التي أجريت في أواخر السبعينيات من
القرن
العشرين قد أشارت إلى
أن الاستعمال المفرط لـلسكارين
(الذي حدد باستخدام ستة
حبات من السكارين أو أكثر باليوم) قد يزيد
من
احتمال حدوث سرطان المثانة ويقول الدكتور
Laumback إن
المفتاح
لإقلال خطر حدوث سرطان
المثانة هو الاعتدال في استخدام السكارين
ـ
كما هي الحال في الكثير
من الأغذية التي يمكن أن تسبب مشكلات
عندما
تتناول بكمية كبيرة .
وتجمع المنظمات الصحية
الأميركية مثل الجمعية الطبية الأميركية
American Medical Association،
وجمعية السرطان
الأميركية ، وجمعية التغذية الأميركية على أن
استعمال
السكارين أمر مقبول·
وتقول الدكتورة روث كافا مديرة الهيئة الأميركية
للعلوم والصحة:
إنه لم تعد هناك حاجة
لمثل هذا التحذير، فقد أظهرت الأبحاث التالية أن
ذكور
الفئران لديهم عامل
حمضي خاص يزيد من تعرضهم لسرطان المثانة
ولهذا
فإن ما يبدو صحيحاً على
ذكور الفئران قد لا ينطبق على
الإنسان،
أو حتى على إناث
الفئران، ولهذا فإنه لم يعد هناك داع لذاك التحذير
الذي
كان يكتب على علب السكارين أو ما تحتويه على
السكارين
الأسبارتام
ومثل السكارين فقد تعرض
الأسبارتام الذي اعترفت به هيئة
الأدوية
والأغذية الأميركية
العام 1981م، لنقد الناقدين الذي اتهموه بإحداث
الكثير
من المشكلات بدءاً من
أورام الدماغ، إلى متلازمة الإعياء
المزمن
chronic fatigue syndrome،
والأسبارتام يتمتع بقدرة تحلية
تبلغ
180 ضعف قدرة السكر على
التحلية، وهو موجود في المشروبات
والكورن
فليكس والعلكة وأطباق
الحلوى ، وغيرها·
الجدل حول الأسبارتام
وفي الوقت الذي يستمر
فيه التساؤل حول سلامة السكارين، فإن
مسؤولي
إدارة الأغذية والأدوية
الأميركية يبرئون ساحة الأسبارتام، الذي يُباع
تحت
اسم Nutra Sweet وEqual، وقد تمت
مراجعة أكثر من مئة دراسة حول
المركَّب من قِبَلِ الإدارة التي أكدت سلامته
للمستهلك
ودمتم أحبائي بصحة طيبة و بحفظ الله
أستودعكم
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ضع تعليقك هنا